بناء المشروع والإنتاج

المغامرة

لكي تصبح الكتب مثيرة للاهتمام وجذَّابة بحيث يرغب الأطفال في قراءة السلسلة بأكملها، تدور أحداث القصَّة حول مغامرة كبيرة يتقفَّى فيها الأطفال الأدَّلة للعثور على الكنز. وتكاد جميع شخصيَّات القصَّة تقريبًا تشارك في هذه المغامرة في مرحلة من المراحل. وينتهي كلُّ كتاب بعبارة مشوِّقة تشدُّ القارئ إلى مطالعة الكتاب التالي.

عالم القصَّة

صُمِّم الإطار المكانيُّ للقصَّة بعناية ليكون اعتياديًّا في نظر القارئ، إذ تدور أحداث القصَّة في بلدة ذات مجتمع متماسك – على غرار المجتمع في العالم العربيِّ – ومألوفة إلى حدٍّ كبير في عين أيِّ شخص يعيش في بلدة.

فالشخصيَّة الرئيسيَّة ’’سليم‘‘ – كلمة عربيَّة تعني ’’الشخص العاقل ذو الصحَّة التامَّة‘‘ – انتقل مؤخَّرًا مع عائلته إلى منزل بسيط، حيث يعيش بعض أفراد أسرته الممتدَّة بالقرب منه. ويضمُّ المنزل ساحة صغيرة تنتصب عند مدخلها شجيرة ياسمين كبيرة تجلس تحتها الجدَّة طوال الوقت تقريبًا.

أمَّا الحيُّ فهادئ وجميل، ويضمُّ متجرًا صغيرًا نموذجيًّا، ومتجر بقالة، وبضعة كراسٍ أمام بعض المتاجر حيث يقضي كبار السنِّ أوقاتهم ويلعب الأطفال وتجري القطط…

تدور بعض الأحداث في المنزل البسيط وفي الحيِّ وفي مدرسة البلدة. وتعكس مدرسة البلدة أيضًا المدرسة المألوفة لأيِّ طفل، بفصلها الدراسيِّ النموذجيِّ وملعبها الاعتياديِّ وحتَّى بطلَّابها: المدمن على الدرس، والطفل المضحك، والطالب المتنمِّر…

وثمَّة أحداث أخرى تجري في الأحياء المجاورة، كالأحداث التي تدور في مشغل نجارة رجل عجوز، وعلى البحر، وفي غابة قريبة.

الشَخصيَّات

يمكن تصنيف شخصيَّات القصَّة ضمن خمس فئات. وقد تمَّ اختيار كلِّ شخصيَّة بعد إجراء بحث معمَّق وتحديد الهدف منها.

الشخصيَّة الرئيسيَّة هي ’’سليم‘‘: الطفل الذي مرَّ بصعوبات أدَّت به في نهاية المطاف إلى الانتقال إلى بلدة جديدة. ومع أنَّ القصَّة لا تحدِّد ما هي الصدمة التي تعرَّض لها بالضبط، يتمُّ التلميح إليها بعض الشيء. فالفكرة هي ربط حالة سليم قدر الإمكان بحالة أيِّ طفل مصاب باضطراب ما بعد الصدمة أو أيِّ اضطراب نفسيٍّ غير محدَّد.

وفي حين تشكِّل بعض الشخصيَّات ’’نظام دعم‘‘ للشخصيَّة الرئيسيَّة، تلعب شخصيَّات أخرى دورًا حاسمًا في المغامرة. وبما أنَّ القضيَّة المطروحة شديدة الوطأة، وُضعت بعض الشخصيَّات لتخفيف الوطأة بفضل تحلِّيها بروح الدعابة والطرافة. أمَّا الشخصيَّات الأخرى في القصَّة فهي موجودة لتعكس المزاج والجوَّ العامَّين.

طوال العمليَّة الإبداعيَّة، سعينا جاهدين لتمثيل مجموعة واسعة من الهويَّات والخلفيَّات ووجهات النظر كي نضمن شموليَّة روايتنا وارتباطها مع أكبر عدد ممكن من الناس. فقد أردنا التشديد على أنَّ التنوُّع والشموليَّة كانا من الاعتبارات الأساسيَّة في تصميم الشخصيَّات وتأليف القصَّة.

لقد حرصنا أشدَّ الحرص على أن يكون محتوانا مناسبًا ثقافيًّا وأن يُبقي على التقاليد العائليَّة التي يُقيم لها جمهورنا المستهدف وزنًا. وإذ فهمنا أهمِّيَّة التمثيل الثقافيِّ، اخترنا ودمجنا بعناية تقاليد متنوِّعة مألوفة للناس الذين نهدف إلى التواصل معهم، وبخاصَّة الأطفال.

ومن خلال هذا النهج الواعي، نأمل في إنشاء عالم خياليٍّ أكثر تعاطفًا وشمولًا وانسجامًا يلقى استحسانًا من قِبل الناس من شتَّى الخلفيَّات ويمسُّ قلوب الأطفال من ثقافتنا.

الفنُّ

لا شيء في ’’أمل‘‘ من نتاج الصدفة. وهذا ينطبق أيضًا على عنصر الفنِّ.

العمل الفنِّيُّ يعكس رحلة التماثل إلى الشفاء.

تهدف رسومنا التوضيحيَّة إلى تصوير صراع سليم الداخليِّ بأسلوب حيويٍّ، كاشفةً التناقض الصارخ بين مظهره الخارجيِّ بصفته طفلًا عاديًّا والاضطراب الداخليِّ الناجم عن شعوره بعدم الأمان. وعن طريق استخدام قلم الرصاص للتلوين بمهارة، استطعنا توظيف تقنيَّات التركيب التي تنقل بصريًّا هذه الازدواجيَّة المعقَّدة، فمزجنا التركيبات الخشنة والمحسَّنة لنمثِّل رحلة سليم العاطفيَّة بأفضل طريقة ممكنة.

النمط

يأتي الرسم التوضيحيُّ بمثابة انعكاس وتجسيد للقصَّة، ويتغيَّر النهج مع التوغُّل في القصَّة. فالنمط بسيط وجذَّاب، ما يخفِّف من وطأة الموضوع ويمثِّله بكفاءة في الآن عينه.

وضمن ما يمكن تسميته بواجهة عاديَّة، تعكس خطوط وخربشات قلم الرصاص ذات السماكة المختلفة الاضطراب الداخليَّ الذي تعيشه الشخصيَّة الرئيسيَّة. ومع تطوُّر القصَّة، تصبح هذه الخطوط والخربشات أقلَّ بروزًا.

وفي الصفحة الأخيرة من كلِّ كتاب، ستلاحظ أنَّ السحابة الكبيرة من خربشات قلم الرصاص – التي تمثِّل الصراع – تصبح أصغر فأصغر مع تقليب صفحات ’’الكتاب‘‘ فيما يزداد وعي الشخصيَّة الرئيسيَّة وفيما تشعر بالمزيد من الراحة وتجد الأمل.

جميع الرسوم التوضيحيَّة مصنوعة يدويًّا باستخدام قلم التلوين، وقلَّما استُعملت التقنيَّات الرقميَّة.

الألوان

بالإضافة إلى تقنيَّة التلوين الخاصَّة بنا، اخترنا عمدًا استخدام الألوان أو غيابها لنعكس القوَّة العاطفيَّة أو الدعم العاطفيَّ الموجود في كلِّ كتاب من سلسلة كتبنا. ومع تكشُّف رحلة سليم نحو التماثل إلى الشفاء في السلسلة، رسمنا لوحة ألوان ذات تدرُّج رماديٍّ ترمز إلى المراحل الأولى من رحلته.

وهكذا، يتحوَّل الجوُّ الحزين الذي تبدأ به السلسلة إلى جوٍّ جميل ملؤه الفرح والأمل.

أغلفة الكتب

عندما نضع أغلفة الكتب جنبًا إلى جنب بالترتيب التسلسليِّ، يتجلَّى أمامنا رسم توضيحيٌّ ضخم يشير إلى كامل عمليَّة الشفاء، حيث يمكن رؤية هذه الرحلة بوضوح تامٍّ إذا أمعنَّا النظر في التفاصيل.