الصفحة الرئيسية > المنهجية
يُعرَّف العلاج بالقراءة على أنَّه المنهجيَّة العياديَّة لاستخدام الكتب والأدب بمثابة علاج للشفاء من الاضطرابات العقليَّة و/أو النفسيَّة مثل الكآبة، والقلق، والتغلُّب على الشعور بالأسى، واضطراب ما بعد الصدمة.
لطالما استُخدم العلاج بالقراءة، وبخاصَّة في الثقافات التي درجت فيها عادة رواية القصص. وقد ثبت فعَّاليَّته في مساعدة الناس على تخطِّي شتَّى أنواع الضيقات والتخفيف من أعراض الصدمة.
ومع ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عقليَّة ونفسيَّة في المنطقة ونقص عدد المعالجين المتخصِّصين لاستيعاب هذا العدد الكبير، كان من الصعب الاعتماد على طرق العلاج طويلة المدى مثل ’’العلاج بالتعرُّض المطوَّل‘‘. وعليه، قرَّرت ’’أمل‘‘ اعتماد العلاج بالقراءة منهجيَّة رئيسيَّة لها.
ومن خلال هذا النهج، توفِّر ’’أمل‘‘ موارد فعَّالة يمكن الوصول إليها، والتي تعمل بمثابة حلٍّ جماعيٍّ، في محاولة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال. هذه المنهجيَّة ملائمة جدًا خاصة في منطقتنا العربية نظرًا لكون رواية القصص جزء من الثقافة العربيَّة.
تمَّ تطوير سلسلة ’’أمل‘‘ باستخدام عناصر من طريقة قائمة على الأدلَّة تدعى ’’العلاج بالتعرُّض السرديِّ‘‘ (NET)، بالإضافة إلى عناصر أخرى من ’’العلاج السلوكيِّ المعرفيِّ الخاصِّ بالصدمات‘‘ (TF-CBT).
إنَّ العلاج بالتعرُّض السرديِّ (NET) هو نوع من التدخُّل السلوكيِّ المعرفيِّ الذي يستهدف الناجين من النزاعات وأعمال العنف المنظَّمة. وطُوِّر هذا النهج في البداية لعلاج المشكلات العياديَّة التي بدت بالتحديد على اللاجئين الذين عانوا من أحداث صادمة متكرِّرة.
وتظلُّ الفرضيَّة الأساسيَّة للعلاج بالتعرُّض السرديِّ هامَّة للأفراد الذين عانوا من أحداث مؤلمة، بصرف النظر ما إذا كانوا لاجئين أو غير لاجئين.
يركِّز العلاج على بناء قصَّة حياة متماسكة، ودمج الذكريات المؤلمة، وتسهيل الشفاء العاطفيِّ، والصمود.
وخلال العلاج بالتعرُّض السرديِّ، يتمُّ تشجيع الشخص المنكوب على رواية قصَّة حياته منذ ولادته، مركِّزًا على الأحداث المزعجة التي مرَّ بها بالترتيب الزمنيِّ. (وبالتالي، تُعتبر هذه الطريقة مناسبة لمَن تعرَّضوا لأكثر من حدث مؤلم أو اختبروا ضيقات مستمرَّة).
عند استخدام هذا النهج مع معالج أو مستشار محترف، على الطفل أن يبني قصَّة مفصَّلة تمامًا ومنظَّمة بتسلسل زمنيٍّ. ولا بدَّ أن يولي المعالج طيلة الوقت أذنًا مصغية للطفل فيما يروي القصَّة.
وفي نهاية كلِّ جلسة، يجب أن يكتب المعالج القصَّة التي سمعها. وهذا ليس مهمًّا فقط لبناء القصَّة بأكملها، بل مهمٌّ أيضًا كمرجع في المستقبل، ذلك أنَّ بعض التفاصيل قد لا تكون واضحة في وقت تلك الجلسة، أو ربَّما تكون هناك تفاصيل مخفيَّة بين السطور.
وفي الجلسة الأخيرة، يوقِّع كلٌّ من المعالج والطفل على القصَّة المكتوبة.
لا توجد جرعة سحريَّة للشفاء، وإنَّما الشفاء هو رحلة. إنَّه عمليَّة تراكميَّة تقلُّ خلالها الأعراض تدريجيًّا، وتتعزَّز فيها آليَّات التكيُّف باستمرار، ويتغيَّر فيها منظور الشخص إلى الأمور شيئًا فشيئًا.
تتألَّف سلسلة ’’أمل‘‘ من 9 كتب تمثِّل رحلة التماثل إلى الشفاء.
يتناول كلُّ كتاب جانبًا رئيسيًّا من تلك الرحلة. فالكتب الأربعة الأولى تجعل الصدمة مألوفة لدى الطفل، في حين تقدِّم الكتب الثلاثة التالية تقنيَّات تساعده على التكيُّف. وبينما يتناول الكتاب الثامن ’’منظور‘‘ الطفل، يتوِّج الكتاب التاسع تقدُّمه.
ذات يوم، ستروي كيف تغلَّبت على معاناتك،
وستصبح هذه القصَّة دليل نجاة لشخص آخر.
–بيرن براون
ذات يوم، ستروي كيف تغلَّبت على معاناتك، وستصبح هذه القصَّة دليل نجاة لشخص آخر.
بالتعاون مع المفوَّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, أجرينا دراسة ميدانيَّة لتقييم ملاءمة الكتاب الأول من سلسلة ’’أمل‘‘ للأطفال اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة إلى اثني عشر عامًا وتأثيره عليهم في ما يخصُّ الفئات التالية: المعرفة، والمواقف، ومهارات التكيُّف.
كما تمكَّن المشاركون في الدراسة من تقديم ملاحظات عامَّة حول سلسلة كتب ’’أمل‘‘، حيث تمَّت مقابلة 32 طفلًا لاجئًا يعيشون في العراق ومصر ويمثِّلون سبع جنسيَّات (سوريا وإريتريا والسودان وجنوب السودان والصومال وإثيوبيا واليمن)، بالإضافة إلى مقابلة مقدِّمي الرعاية لهم.
فأشارت النتائج إلى أنَّ الكتاب الأوَّل من ’’أمل‘‘ كان ملائمًا ومفهومًا ولم يُثِر أيَّ ردود فعل نفسيَّة حادَّة. علاوة على ذلك، تبيَّن أنَّ المشاركين استطاعوا اكتساب المعرفة، وزاد قبولهم وتبسيطهم لمشاعرهم وردود أفعالهم تجاه الأحداث الأليمة، وتعلَّموا بعض مهارات التكيُّف لإدارة شعورهم بالإجهاد.
انقر هنا لمزيد من المعلومات حول الدراسة.