إرشاداتٌ عامَّة للأهل ومقدِّمي الرعاية

يمرُّ بعض الأطفال بصدماتٍ نفسيَّة في أثناء طفولتهم، كالتعرُّض للإيذاء الجسديِّ أو النفسيِّ أو الجنسيّ. كما يختبر بعضُهم أحيانًا، أو يعايش، أحداثًا مؤلمةً كالحوادث أو الحروب أو الكوارث الطبيعيَّة، كالعواصف والزلازل. ويُطلَقُ على هذه الأحداث، وما ينتج عنها من مشاعرَ نفسيَّة، كالفزع والألم والخوف، اسم صدمات نفسيَّة.

وقد تُنتِجُ هذه الصدماتُ مع بعض الأطفال اضطرابًا نفسيًّا يُدعى “اصطراب الكَرَب ما بعد الصدمة”. تستمرُّ أعراضُ هذا الاضطراب مدَّةً طويلةً حتَّى بعد زوال الخطر، وتتكوَّن أعرضه ممَّا يأتي:

  01  

أعراضُ تهيُّجٍ أو استِثارة‎:‎

يصبح الطفل متيقِّظًا ومتنبِّهًا باستمرار لكلِّ ما هو خَطِرٌ وغير آمن. وتشملُ هذه الأعراض الفسيولوجيَّة تسارُعَ دقَّات القلب مصحوبًا بتنفُّسٍ سريع، كما أنَّ الطفلَ يجفلُ سريعًا نتيجةَ أبسطِ صوتٍ أو حركةٍ من حوله.

  02  

أعراضُ تجنُّب‎:‎

يبدأ الطفل بتجنُّب كلِّ ما يذكِّره بالحادث الصادم، كالأشخاص أو الأماكن أو الأصوات أو الروائح، أو حتَّى الأفكار أو المشاعر المرتبطة بالحدث الصادم. وقد يقودُ هذا أحيانًا إلى تجنُّبِ الذهاب إلى المدرسة، ويؤثِّر أيضًا في الدراسة.

  03  

أعراضُ اقتحاميَّة‎:‎

يبدأ الطفل بالتفكير المستمرِّ في الحدث الصادم في النهار، كما يختبرُ كوابيسَ مزعجةً توقِظُه من نومه ليلًا قد تكون مصحوبة بتبوُّلٍ لاإراديّ، وتؤثِّرُ في قدرته على أداء المهمَّات المطلوبة منه في اليوم التالي. قد تكون هذه الكوابيس متشابهةَ المضمون، وقد لا يتذكَّرُ الطفلُ تفاصيلها.

  04  

تغيُّرٌ في المزاج العامِّ للطفل:‏‎‬‬‎

يلاحظ الطفل أو مقدِّمو الرعاية تغيُّراتٍ ملحوظةً في نظرة الطفل إلى نفسه وفي منظوره إلى الحياة، وكأنَّ الطفل صارَ إنسانًا مختلفًا، وسلبيًّا أكثر بعدَ حدوث الصدمة. وقد يؤثِّرُ تغيُّر المزاج سلبًا في النتائج الدراسيَّة للطالب، أو في علاقاته بأقرانه داخل المدرسة وخارجها.

يلاحظ الطفل أو مقدِّمو الرعاية تغيُّراتٍ ملحوظةً في نظرة الطفل إلى نفسه وفي منظوره إلى الحياة، وكأنَّ الطفل صارَ إنسانًا مختلفًا، وسلبيًّا أكثر بعدَ حدوث الصدمة. وقد يؤثِّرُ تغيُّر المزاج سلبًا في النتائج الدراسيَّة للطالب، أو في علاقاته بأقرانه داخل المدرسة وخارجها.

كثيرًا ما يخلطُ الأطفال الذين تعرَّضوا للصدمات بين ما هو صحيحٌ ومنطقيٌّ وما هو خطأٌ أو مغلوط؛ لذلك يتحتَّم على مقدِّمي الرعاية، سواء كانوا الآباء أم الأمَّهات أم الأجداد، أن يساعدوا الأطفالَ الذين أُصيبوا بصدمة، وذلك بتزويدهم بمعلوماتٍ دقيقةٍ وصحِّيَّة. وهنا تأتي أهمِّيَّة هذه السلسلة من الكتب العلاجيَّة والهادفة إلى تقديم تعليمٍ نفسيٍّ سليمٍ يساعد في توضيح المعلومات المغلوطة بأسلوب قصصيٍّ ممتع. قد يعتقدُ بعضُ الأهالي أنَّ تجنُّبَ الحديث بشأن الحدث الصادم هو أسلَمُ طريقة، لكنَّ هذا ليس صحيحًا؛ فهذه الكتب هي وسيلةٌ ممتازةٌ لمساعدة الطفل على البدء بالحديث إلى مقدِّمي الرعاية بشأن الصدمة التي تعرَّض لها، وهي تُعدُّ الخطوةَ الأولى في طريق الشفاء النفسيِّ من الصدمات.

‎ قبل البدء بقراءة هذه القصص يرجى الانتباه إلى الآتي‎:‎

01

من المهمّ لمقدّمي الرعاية أن يصدّقوا قصّة الطفل للحدث الصادم، وأن يعزلوه مباشرةً عن الجاني أيًّا كان. كما من الضروريِّ جدًّا أن يعزِّزَ مقدِّمو الرعاية قيمةَ الطفل، وألَّا يربطوا قيمتَه بالحدث الصادم بأيَّة صورةٍ من الصور؛ فالطفل لم يخطِئْ، بل ارتُكِبتْ خطيَّةٌ في حقِّه. في حالة وجود أكثر من مقدِّم رعاية، من المفضَّل أن يقرأَ القصصَ مع الطفل مقدِّم الرعاية الأقرب إليه عاطفيًّا.

02

اختر الوقت المناسب لطفلك لقراءة هذا الكتاب والكتب الأخرى في السلسلة. الأطفال مختلفون بطبيعتهم، وتشكل شخصياتهم، لذلك اختر الوقت الأنسب لطفلك. قد يكون هذا بعد عودة الطفل من المدرسة، أو مباشرة بعد الأكل وإكمال الواجبات الدراسية. في حالة وجود كوابيس ليلية للطفل، من الأفضل اختيار وقتٍ مبكرٍ لقراءة هذه القصص، وتجنب قراءتها مباشرةً قبل الذهاب للنوم. من الضروري أيضًا أن يشعر الطفل بأن وقت القصة هو وقتٌ ممتعٌ، وليس فرضًا دراسيًّا. لذلك على مقدم الرعاية العمل على خلق جوٍّ من المتعة للطفل، ولنفسه أيضًا. من المفضَّل كذلك أن يكون مكان القراءة مكانًا آمنًا ومريحًا للطفل، مثل غرفته، أو مكانه المفضَّل للعب داخل البيت، ويُفضَّل أن يكون الطفل وحده مع مقدم الرعاية في أثناء قراءة القصص للمساعدة.

03

تذكر أن هذه السلسلة كُتِبَت بأسلوبٍ مشوِّقٍ لجذب انتباه الطفل، وتدور أحداثها حول مغامرة تخوضها شخصيات القصة. تذكر أن من المهمِّ لك، بوصفك مقدِّم الرعاية وقارئًا، أن تقرأ هذه القصص بطريقة تعكس اندماجك واهتمامك بأحداث القصَّة حتَّى تتمكَّن من لَفتِ انتباهَ الطفل بالكامل.

04

على مقدم الرعاية أن يخصص بعض الوقت للحديث إلى الطفل بشأن القصة. من الأفضل أن يكون الطفل هو البادئ بهذه العملية؛ لأن هذا يجعل من العملية تلقائية وطبيعية. يمكن أن يبدأ مقدم الرعاية بحوار مفيد مع الطفل باستخدام هذه الأسئلة. في حالة رفض الطفل التعاون، فيجب عدم إجباره على الإجابة، بل الانتظار لفرصةٍ أُخرى. من الأمثلة على بعض الأسئلة التي قد تساعد صاحب الرعاية على إنشاء حوار مع الطفل:

  • هل هناك تشابُهٌ بينك وبين أي من شخصيَّات القصَّة؟

  • ما أكثر شيء أعجبكَ في هذه القصَّة؟
  • هل أثارتْ هذه القصَّة أي تساؤلاتٍ في ذهنك؟ وما تلك التساؤلات؟
  • هل تعلّمتَ أي شيءٍ جديد؟

05

قد يظهر على الطفل طيفٌ من المشاعر في أثناء قراءة القصص. هذا أمرٌ طبيعيّ، وقد تكون هذه المشاعر حزينةً كالشعور بالذَّنب، أو الغضب، أو الحزن، وربَّما تتطوَّرُ مع الوقت لتصبحَ أكثرَ إيجابيَّة، كالفرح والتفاؤل والأمل. على قارئ القصَّة ملاحظة هذه المشاعر، وعدم التقليل من قيمتها. وعليه طمأنةُ الطفل أنَّه في أمانٍ لمشاركة ما يدور في ذهنه دون الشعور بالذَّنب أو الخوف من العقاب.